انعدام الجنسية في ظل الارهاب الدولي

الملخص

مع تنامي ظاهرة الارهاب الدولي في الآونة الاخيرة، من المتوقع ازدياد ظاهرة انعدام الجنسية وباتجاهين متوازيين، ففي الاتجاه الاول لجأت دول الى مراجعة قوانينها واعداد مشاريع قوانين وقرارات لسحب الجنسية من المقاتلين الذين انخرطوا في صفوف التنظيمات الارهابية. اما في الاتجاه الثاني، فقد ادت الحروب والمعارك التي تخوضها التنظيمات الارهابية في بعض الدول -وعلى وجه الخصوص في العراق وسوريا- الى نزوح اعداد كبيرة من الاهالي الى دول مجاورة اضافة الى دول اخرى غير مجاورة كما في بعض الدول الاوربية التي اصبحت قبلة المهاجرين واللاجئين، وقد استقر المقام لأعداد كبيرة من الافراد في تلك الدول لسنوات مما يعني ان المواليد الجدد في مخيمات اللجوء قد يقعون في حالة اللاجنسية. 

     يضاف الى ما سبق من حالات انعدام الجنسية الناشئة عن ظاهرة الارهاب الدولي، حالة المواليد الجدد في ظل سلطة التنظيمات الارهابية، اذ حكمت مثل هذه التنظيمات مدن كبيرة ولفترة طويلة نسبيا كما في حالة مدينة الموصل العراقية ومدينة الرقة السورية مما يعني وجود اعداد كبيرة من المواليد التي ولدت في عهد تلك التنظيمات دون وثائق تثبت هويتهم. يهدف البحث الى دراسة جميع حالات انعدام الجنسية بسبب الارهاب الدولي لغرض تحديد الحالات التي يمكن فيها تخليص الفرد من حالة اللاجنسية كما في حالة المواليد في مخيمات اللجوء، كما سيركز البحث على دراسة الحلول الممكنة للمواليد في ظل سلطة التنظيمات الارهابية وفق احكام قانون الجنسية العراقية، باعتبار ان عقوبة الاب المقاتل في صفوف التنظيمات الارهابية يجب ان تكون شخصية وان لا تمتد كأصل لتشمل الابناء وبقية افراد الاسرة.